الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

مراكز المعلومات الصحفية ‏ ‏(نشأتها وأهميتها ووظائفها)‏

مراكز المعلومات الصحفية ‏
‏(نشأتها وأهميتها ووظائفها)‏

نبذة تاريخية:‏
إن المعلومات بكافة أنواعها وموضوعاتها ,وتسجيل النتاج الفكري للإنسان بدأ ‏ببداية ظهور الكتاب ,وفي أول ظهور للحضارة الإنسانية ,في كل من العراق ‏القديم ومصر القديمة ,ففي العراق القديم , والذي كان يسمى بأرض الرافدين ‏‏,ويطلق علية بالغة الانجليزية (‏Mesopotamia‏ )‏‎ ‎ظهرت المجموعات الأولى ‏القديمة للسجلات والوثائق ‏Archives)‎‏)العائدة للحضارة السومرية ,والتي كانت ‏تحفظ معابدها . وقد كانت هذه السجلات والوثائق مصنوعة من الرقم الطينية ‏Clay Tablets)‎‏)‏‎ ‎‏ وكانت تحوي على موضوعات لمختلف الموضوعات التي ‏كانت معروفة انذاك مثل التاريخ والحساب والطب والتنجيم والدين والآداب ‏وغيرها . فقد عثر في مدينة نيبور ,في جنوب العراق على جانب وجزء من ‏مكتبة ودار الوثائق والمعلومات المسجلة والتي كانت محفوظة في معبد المدينة ‏‏,ومن الرقم الطينية ..وأن هذه الرقم الطينية يعود تاريخها الى مايقارب 4000 ‏سنةقبل الميلاد (عصر السومريين) و3000 سنة قبل الميلاد (عصر البابليين ‏والأشوريين) وقد عثر في مدينة نيبور نفسها على عدة غرف كانت تضم هذه ‏المجموعات الضخمة من الرقم الطينية والتي تمثل مكتبة المدينة ودار الوثائق ‏والمعلومات في آن واحد .‏
وأما في العهد الأشوري ,والذي تلى العصر البابلي فقد اشتهرت الرقم الطينية التي ‏احتوتها مكتبة أشور بانيبال , والتي احتوت على أكثر من 20000 رقم طيني ,في ‏مدينة نينوي في شمال العراق , وقد احتوت هذه المكتبة على مجموعة من الوثائق ‏والسجلات ومعلومات الدولة الأشورية ,كما عثر على على نوع من التصنيف ‏الذي كان متبعا في ذلك الوقت ,والذي كان يعتبر من أوائل التصانيف التي ظهرت ‏في العالم ,وقد اتبع هذا التصنيف في مكتبة ودار الوثائق ومركز معلمات نينوي . ‏وقد أطلق على هذا التصنيف اسم التصنيف الملكي ‏Royal Classification)‎‏) ‏والذي كان يعالج الموضوعات الرئيسية التي وردت في تلك المجموعة ,وقد ‏نظمت الرقم الطينية على رفوف متعددة وفي خزانات وأواني فخارية كبيرة .‏
وتشير المعلومات الأثارية والتاريخية الى أنه عثر على مايقارب من نصف مليون ‏رقم طيني في مناطق العراق وحضاراته المختلفة والمعروفة بحضارات ودادي ‏الرافدين ,وكذلك المناطق القريبة الاخرى مناطق الشرق الادنى .‏
علما بأن العديد من هذه الرقم الطينية كان قد نقل الى المتاحف الأوربية وخاصة ‏المتحف البريطاني ,أبان الاحتلال الأنكليزي للمنطقة.‏
وبالنسبة الى مصر القديمة وحضارة وادي النيل فقد عثر على مجموعات منظمة ‏من الوثائق والمعلمات التي كانت محفوظة في معابدها القديمة والتي تمثل حضارة ‏مزدهرة لا تقل أهمية عن شقيقتها في وادي الرافدين .ومن أشهر مجموعات ‏الوثائق المكتشفة والمعلومات المكتشفة هي مجموعة الملك رمسيس الثاني ‏‏(1304-1237 قبل الميلاد)‏
أما في العصور الوسطى ,بينما كانت أوربا وبقية العالم في سبات وفي عصور ‏مظلمة ,فقد شعت في مدن بغداد والقاهرة ودمشق والبصرة ,والكوفة وهي حضارة ‏عربية زاهرة انعكست على مكتباتها ومراكز معلوماتها وأرشيفاتها (أن صح لنا ‏هذا التعبير) ومراكزها الثقافية الاخرى .من بين هذه المراكز العلمية والثقافية ‏‏(بيت الحكمة).‏
وقد أندثرت معظم هذه الكنوز من المحفوظات والكتب والمؤلفات والمعلومات ‏واتلفت أبان الهجمة الظالمة للمغول على بغداد والمراكز العربية الاخرى وبعدها ‏حل سبات طويل على هذه المنطقة .‏
وفي الفترة التي تلت كان معظم وطننا العربي خاضعا للسيطرة العثمانية وظهرت ‏فيه مجموعة من الدواوين التي كان الغرض منها خدمة السلطان العثماني في ‏اسطنبول .ومن هذه الدواوين الديوان الدفتري وديوان الرزمانة ,وكذلك السجلات ‏والوثائق والمعلومات زوكانت طرق الحفظ تتم عادة بلف الأوراق على شكل ‏دائري وربطها ثم حفظها في الدواليب أو على رفوف .‏
وفي العقود الاخيرة وفي غضون سنوات التاريخ الحديث ,بدأت معظم الأقطار ‏العربية , ومنها العراق ومصر والكويت والأردن ولبنان تعطي أهمية كبيرة الى ‏مكتباتها ومراكز وثائقها ومراكز معلوماتها سواء كانت معاومات صحفية أو ‏معلومات عامة أخرى ,وبدأت الكثير من دور الصحف والمجلات والمؤسسات ‏الاعلامية .تهتم بجمع وحفظ وتنظيم المعلومات الصحفية للاستعانة بها في تمشية ‏أمورها وأعمالها اليومية .‏
وتجدر بنا الاشارة هنا ,كما أوضحنا سابقا ,الى أن عبارة المعلومات أو عبارة ‏مراكز المعلومات تعني كافة المؤسسات والمراكز الثقافية والإعلامية التي تحتوي ‏على مجموعات من المواد المكتوبة أو المطبوعة . ومن الامثلة على مراكز ‏المعلومات هذه المكتبات العامة والجامعية والمتخصصة والمدرسية ومراكز ‏الوثائق ومراكز التوثيق وكمراز المعلومات الصحفية وماشابهها.‏
وهناك فرق بين المكتبة الاععتيادية وبين قسم المعلومات الصحفيه(الأرشيف ‏الصحفي) هو أن الأخير تكون فيه القصاصات الصفيه والصحف والمجلات نفسها ‏المادة الثقافية الرئيسية التي تقدم الخدمات عن طريقها وبواسطتها .وأما المواد ‏الثقافية الأخرى كالكتب والمراجع والخرائط وما شابهها فتكون موادا ثقافية ‏واعلامية مكملة الى مجموعة القصاصات والمعلومات الموجودة في الصحف ‏والمجلات .فالقارئ والمستفيد من قسم الملومات الصحفية يبدأ في قراءته ‏للمعلومات المدرجة في القصاصات ثم يدعم معلوماته أو يفسر الغامض منها أو ‏يوسعها بالرجوع الى الكتب والمراجع والخرائط والمواد الثقافية الأخرى .‏
أما المكتبة الاعتيادية فهي بشكل عام تعتمد على الكتاب باعتبارة المادة الثقافية ‏الرئيسية.1‏
الأهداف العامة للمؤسسات الصحفية : ‏
تتحدد أهداف مركز المعلومات داخل المؤسسة الصحفية بأهداف الصحيفة نفسها . ‏وإن كانت هناك
أهداف عامة تسعى الصحافة الحديثة إلى تحقيقها أهمها ما يلي ‏‏1 – الإعلام ‏
أي إعلام الناس بما يهمهم وبما يتصل بحياتهم العامة والخاصة، سواء في ‏مجتمعهم الداخلي أو في المجتمع العالمي.‏

‏2. التفسير والتوضيح: ‏
فالصحافة تقدم لقرائها تفسيراً للأحداث، وتوضيحاً لأسبابها ومسبباتها، وما سيكون ‏لها من تأثير على حياة الفرد الخاصة وحياة المجتمع العامة.‏

‏3. الإرشاد والتوجيه: ‏
بعد التفسير والتوضيح يأتي دور الإرشاد والتوجيه إلى الطريق الصحيح، وذلك ‏بأن تخلق في المجتمع الوعي الإعلامي، وتساعد الرأي العام في معرفة طريقة ‏العمل الصالح.‏

‏4. التثقيف: ‏
من أهم وظائف الصحافة أن تعمل على رفع مستوى ثقافة الجماهير بالقدر، الذي ‏يصل الإنسان والجماعة بالحياة كأرقى ما تكون الحياة الفكرية، وتقدم له الإنتاج ‏الرائع للعقول النشطة، وتربطهم بالنظم السائدة في العالم.‏
‏5. التعليم:‏
الصحافة تقدم معلومات عامة عن أي فرع من الفروع العلمية وما يَجِد منها من ‏اكتشافات جديدة. كما تقدم معلومات تاريخية وجغرافية وما يتصل بتراجم ‏المشاهير من الرجال . ‏
‏6. هدف اجتماعي: ‏
وهو خلق مجتمع مُتعارف، وذلك بنشر الأخبار الاجتماعية من زواج ـ ووفيات ‏ـ ولادات… إلخ، وعن طريق التهنئة أو التعزية.. يزيد الاتصال الإنساني وتتجدد ‏الروابط الاجتماعية. ‏
‏7. الترفيه والتسلية: ‏
تقوم الصحافة بما تقدمه من ثقافة وفنون وطرائف مختلفة بإبعاد الإنسان الرتابة ‏والملل وإرهاق العمل بما تقدمه له من راحة ومتعة نفسية . وتقوم الصحافة بهذه ‏المهمة بما تقدمه من ثقافة وفنون وطرائف مختلفة.2‏

أهداف ووظائف مركز المعلومات الصحفية :‏

‏1- اختيار واقتناء مصادر المعلومات المتعلقة بالمجالات التي تغطيها المؤسسة ‏الصحفية سواء كانت في شكل كتب أو نشرات أو دوريات أو مواد سمعية ‏وبصرية أو قصاصات أو غيرها من الوثائق… إلخ.‏ ‏
‏2- تنظيم وتحليل هذه المواد وتيسيرها لخدمة المحررين والباحثين في المؤسسة ‏الصحفية. وتختلف طرق التنظيم والتحليل تبعاً لاختلاف نوعيات
هذه المواد، وإن كانت تشمل بصفة عامة الفهرسة والتصنيف والتكشيف والتحليل ‏الموضوعي والاستخلاص ، كما تشمل عمليات القص والتثبيت والحفظ داخل ‏الملفات بالنسبة للقصاصات.‏ ‏
‏3- الإجابة عن أسئلة واستفسارات المحررين، والتي تختلف تبعاً لاهتمامات ‏الصحيفة كما تتنوع تبعاً للأقسام المختلفة داخل جهاز التحرير الصحفي. ومن ‏المهم أن تقدم الإجابات إلى هذه الأقسام بسرعة ، وفي اللحظة نفسها ـ سواء تمت ‏الخدمة بوساطة الهاتف أو عن طريق الاتصال الشخصي ـ استجابة لمقتضيات ‏السرعة في العمل الصحفي.‏ ‏
‏4- تقديم خدمات المعلومات، وخاصة خدمات الإحاطة الجارية، حيث يتولى ‏المركز إعلام المحررين بما يصل إليه تباعاً من مواد ومعلومات جديدة.‏ ‏
‏5- مراجعة بروفات الصحيفة قبل الطبع، لتصحيح ما تشتمل عليه من أخطاء في ‏المعلومات من حيث: أسماء الأشخاص والأماكن والأحداث والوقائع التاريخية ‏والإحصاءات والبيانات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية. ‏وكذلك مراجعة الخرائط الجغرافية والرسوم البيانية والصور قبل الطبع، للتأكد من ‏خلوها من أية أخطاء في المعلومات.3‏ ‏ ‏
الوظائف التي يؤديها مركز المعلومات في المؤسسات الصحفية لكي ‏تستطيع أن تحقق أهدافها بفاعلية، هي:‏
أولاً : تدخل مركز المعلومات في جعل ما تنشره الجريدة مفهوماً للقارئ، مهما ‏كان مستواه الثقافي، حيث إن تفسير وتوضيح الخبر يتطلب الرجوع إلى مكوناته ‏وجذوره ومصدره، والربط بين المقدمات والنتائج، بحيث تجعل الجريدة من الخبر ‏القصير قصة كبيرة تنبض بالحياة والحركة.‏
فإذا كان الشق الأول من العمل الصحفي هو الحصول على النبأ من مصادره.. ‏فإن الشق الثاني هو شرح النبأ وتحديد صلاته بغيره ووضع الأسماء والأماكن ‏والمعلومات في موضعها الصحيح، وهو أمر يتطلب جهداً لا يقل ـ بل ربما يزيد ‏ـ عن الجهد الذي يبذل في استخلاص عناصر الخبر من مصدره الأصلي، فالنبأ ‏لم يعد مجرد معلومات تنقلها الصحيفة من مصادرها الأولى إلى القراء مباشرة بل ‏إن قلم المحرر يجب أن يتوقف عند كل معنى تغلفه علامة استفهام وتساؤل ليقدم ‏للقارئ الإجابة التي تجعله يحس بعد قراءة النبأ أنه فهم كل شيء، وبحيث لا يغرق ‏القارئ في تجاهله إذا كانت صيغة النبأ مبهمة أو غامضة وهذا الأمر يتطلب ‏أموراً كثيرة منها على سبيل المثال:‏ ‏
‏ التعريف بالأشخاص: وظائفهم، وأعمارهم، والمؤهلات العلمية، والمناصب التي ‏شغلوها، ولقد أجرت صحيفة الأهرام القاهرية (قسم المعلومات) دراسة ميدانية عن ‏الأخطاء في الأنباء فاتضح أن الأخطاء في الأسماء وما يتعلق بها من معلومات ‏تحتل المرتبة الأولى.‏ ‏
‏ الأرقام والإحصاءات: وهذه لا قيمة لها إذا قدمت صماء، ولم توضع في ميزان ‏المقارنة والتحليل.‏ ‏
‏ العملات: تصبح محيرة ومربكة للقارئ ما لم تحول إلى قيمتها بالعملة المحلية، ‏حتى يمكن أن يفهم ويدرك القارئ العادي قيمتها الفعلية.‏ ‏
أسماء الأماكن والبلدان: وتحتم القاعدة الالتزام بالأعلام الجغرافية ومصطلحاتها ‏التزاماً حرفياً ويراعى عند الترجمة الهجائية من لغة أجنبية عدم الوقوع في أخطاء ‏جسيمة قد يتسبب عنها تزويد القراء بمعلومات غير صحيحة، أضف إلى ذلك ‏الالتزام الدائم بالتوحيد وهذه كلها وغيرها من العناصر الخبرية تحتاج في ‏توضيحها وتفسيرها إلى معلومات داخلية يمكن الحصول عليها من مقتنيات مركز ‏المعلومات (من مراجع ودوريات وقصاصات.. إلخ).‏
عند وقوع حادث فجأة مثل احتراق طائرة.. تذيع وكالات الأنباء الخبر في عدد ‏معيـن من الكلمات، تتلقفها كل الصحف تقريباً، ولكن هذه الكلمات يمكن ـ داخل ‏مركز المعلومات أو قسم المعلومات في الصحيفة ـ أن تتحول إلى شكل تحريري ‏آخر. فبينما تنشر إحدى الجرائد الخبر كما هو. تنشره جريدة أخرى في قصة ‏إنسانية تغطي ربما صفحة كاملة أو أكثر من صفحة أو أقل قليلاً (صورة أو أكثر ‏للطائرة، بيانات كاملة عنها، صنعها، أو رحلة قامت بها).. وقد تنشر الجريدة ‏صوراً لبعض الضحايا وقصصاً عن بعضهم والمنطقة التي احترقت بها.. إلخ. كل ‏هذه المعلومات والبيانات تستقيها الجريدة من مركز المعلومات، ولا سيما إن ‏توافرت له الإمكانات اللازمة من مقتنيات غنية من صور وقصاصات ومراجع ‏مختلفة ودوريات.. إلخ.‏
‏ ثانياً : مركز المعلومات في الصحيفة هو الذي يسهم في مواصلة تقديم الأخبار ‏المحلية فالمحررون، والمندوبون في حاجة إلى استثمار دائم لما لديهم من ‏معلومات كما أن معلوماتهم الجديدة بحاجة إلى تجديد دائم سواء كانت هذه ‏المعلومات عن الأشخاص الذين عليهم أن يتعرفوا بهم كمصادر إخبارية لهم، أو ‏عن الأماكن التي ستكون مجالات عملهم فيها.. إلخ.‏
ثالثاً: يمنع مركز المعلومات الجريدة من أن تقع في أخطاء، قد تجر عليها خسائر ‏أدبية ومادية كثيرة وذلك بتصحيح ما يمكن أن يقع فيه المحررون من أخطاء في ‏المعلومات عن الأشخاص أو الأماكن أو الوظائف أو الحقائق التاريخية أو ‏السياسية أو الاجتماعية أو البيانات أو الأرقام الإحصائية.‏
رابعاً: يقوم مركز المعلومات بإعداد كشاف للأحداث المقبلة. ونجد في هذا الكشاف ‏الذي ينظم تنظيماً زمنياً وموضوعياً، المؤتمرات المزمع عقدها والمعارض المزمع ‏إقامتها والمباريات الرياضية والزيارات الرسمية في
الداخل والخارج والأعياد والمناسبات القومية والدولية.. إلخ. ومع هذا الكشاف ‏يقوم أخصائي المعلومات بإعداد المواد والبيانات والمعلومات اللازمة لمثل هذه ‏الأحداث والمسائل، وما يتصل بها من شخصيات وملابسات.. حتى إذا ما جاء ‏موعد المناسبة.. وجد المحرر المسؤول أو المندوب في الصحيفة المادة ‏التحريرية، التي تساعده في تحرير الموضوع.‏
خامساً: يقوم مركز المعلومات بخدمة قسم التوزيع في الصحيفة فكم من الطلبات ‏التي يتلقاها قسم التوزيع تأتي غامضة مختلطة المعالم. وبالرجوع إلى مركز ‏المعلومات تتضح معالم هذه الطلبات، ويمكن أن تعرف بدقة تواريخ وأرقام ‏الأعداد المطلوبة والمعلومات الصحيحة عما هو مطلوب.‏
سادساً: إن أية حملة اجتماعية اقتصادية.. إلخ تقوم بها الصحيفة، لا يمكن أن ‏يكتب لها النجاح إلا إذا استندت إلى المعلومات الصحيحة ، واستناداً إلى هذه ‏المعلومات.. يمكن أن تكون الحملة ذات أثر وفاعلية، لا أن تكون مجرد لغو لا ‏يستند إلى الحقائق العلمية.‏
سابعاً: من وظائف مركز المعلومات أيضاً المحافظة على المواد المهمة كالصور ‏وأصولها والميكروفيلم والميكرو كارد وغيرها من وسائط الحاسوب الآلي إلخ. ‏وتنظيمها تنظيماً فنياً ييسر أفضل استخدام لها . ‏
فكثيراً ما حدث أن طلبت صحيفة من وكالات الأنباء المتخصصة صوراً أو مواد ‏أخرى تملكها هي فعلاً، وسبق لها الحصول عليها ولكن عدم حفظها حفظاً سليماً ‏وعدم تنظيمها التنظيم السليم لم ييسر لها سبيل الحصول عليها وقت أن بدت ‏حاجتها لذلك، وقد ثبت أن جزءاً كبيراً من أرباح بعض وكالات الصور يعتمد ‏اعتماداً كبيراً على إهمال معظم دور الصحف في المحافظة
على ما لديها من رصيد.‏ ‏
لمعالجة هذه الناحية الاقتصادية.. فمن الممكن جداً ألا يقتصر هذا الدور على ‏مجرد المحافظة على الرصيد وتوفير المال من الضياع هباء، ولكن من المستطاع ‏الإسهام في زيادة موارد الصحيفة بعرض ما يستغنى عنه من الصور ‏والقصاصات للبيع أو التبادل مع الهيئات والمؤسسات الأخرى. ‏
ثامناً: تحتاج الصحيفة ـ بين وقت وآخر ـ إلى أخبار موجزة تسد بها الفجوات ‏في أنهرها، وتحتوي مثل هذه الأخبار الموجزة عادة على معلومات قد لا تكون لها ‏بالضرورة صلة بالأخبار الجارية، وهي تستقي من مصادر مختلفة كالتقويم ‏والتقارير الحكومية والموجزات الإرشادية وكتب التاريخ والأدب ودوائر المعارف ‏والدوريات، إنها تكون عادة حقائق أو عبارات وصفية أو أقوالاً جارية.. إلخ. ‏وهناك كثير غيرها أمثلة لما يمكن أن يسهم به جهاز المعلومات في جانب التحرير ‏الصحفي.‏
تاسعاً: يؤدي مركز المعلومات دوراً أساسياً في البحث التاريخي بصفة خاصة ‏لاحتفاظه بالصحف والدوريات المختلفة والصور والقصاصات التي تعد من وجهة ‏نظر التاريخ أهم الوثائق التاريخية.‏
عاشراً: يؤدي مركز المعلومات دوراً هاماً في خدمة المعلومات على المستوى ‏القومي، حيث تعد خدماته في هذا المجال إحدى الحلقات في شبكة المعلومات ‏القومية في الدولة، ويتميز دوره عن المراكز والمكتبات الأخرى الاحتفاظ بها على ‏الأقل بهذا القدر، الموجودة به في مراكز المعلومات الصحفية (صور ـ ‏قصاصات، مجموعات جرائد ومجلات، نشرات.. إلخ).‏
وقد زادت أهمية هذا الدور حتى إن بعض الصحف الكبرى مثل الديلي إكسبريس ‏قد افتتحت قاعات خاصة للرواد، الذين يريدون استخدام مكتبتها للاطلاع والبحث. ‏وبالمثل ما فعلته جريدة الأهرام المصرية ، عندما فتحت أبوابها للباحثين من ‏مختلف القطاعات، من صحف وجامعات ومراكز بحوث ومؤسسات أخرى.‏
حادي عشر: يعاون مركز المعلومات في نشر المراجع المهمة التي تعتمد على ما ‏هو محفوظ فيه من مواد مثل الصور والقصاصات والمراجع العلمية الموثوق بها ‏وكتب التراجم والكتب التاريخية .. إلخ. ‏
ثاني عشر: العمل على نشر الوعي البحثي في المجالات المختلفة فضلاً عن ‏التدريب، فالصحفي الجديد يواجه كثيراً من المشكلات لاستيفاء العناصر التركيبية ‏للخبر أو الموضوع، ويلجأ الصحفي ـ خصوصاً في ابتداء عمله ـ إلى مركز ‏المعلومات ليحصل على معلومات عن الموضوعات التي هي محل اهتمامه وليقرأ ‏ما كتب فيها من أخبار ومقالات وبذلك لا يكون مركز المعلومات مجرد مخزن ‏للمعلومات، ولكنه يؤدي في الحقيقة دوراً تدريبياً على جانب كبير من الأهمية.‏
ثالث عشر: التمكين من قياس كفاءة أداء المؤسسة الصحفية وأدواتها المقروءة ‏وبيان الآثار المترتبة على تفاعلها مع القراء فضلاً عن التمكين على الوقوف على ‏دورها التأثيري على مستوى السلوك والتفكير وانعكاسات ذلك على الأنشطة ‏المختلفة للمجتمع ، مما يتيح لهذه الصحيفة اختيار البدائل التي تمكنها من تحقيق ‏أهدافها على نحو أفضل.‏
رابع عشر: إصدار نشرة معلومات دورية تتضمن أهم الأحداث التي تقع خلال ‏فترة زمنية معينة سواء كانت أحداثاً ثابتة أو أحداثاً جارية وأهم الإحصاءات ‏والحقائق والمتغيرات التي طرأت.4 ‏

الحاجة إلى مراكز المعلومات الصحفية:‏

انبثقت الحاجة إلى وجود مركز المعلومات في كل مؤسسة من المؤسسات ‏الصحفية عن مجموعة العوامل التالية :‏ ‏
‏1- التضخم الهائل في حجم الإنتاج الفكري من الوثائق، خاصة الدوريات سواء ‏على المستوى المحلي أو العالمي، وسواء كانت هذه الدوريات إخبارية أو عامة أو ‏متخصصة، وخير دليل على السيل المنهمر من المعلومات ما نصادفه من أرقام ‏وإحصاءات مقارنة عن الإنتاج الفكري بصفة عامة أو في مجال من المجالات ‏سواء بالنسبة للدوريات أو بالنسبة لغيرها من مواد نقل المعرفة البشرية مما ‏استحال معه على أي صحفي أن يحفظ في ذاكرته المعلومات التي تحتويها هذه ‏المواد أو اقتناء هذه المواد في مكتبه وتطلب ذلك وجود مركز المعلومات لحصر ‏وتحليل هذه الأوعية تحليلاً فنياً يتيح للعاملين في الحقل الصحفي الوصول إلى ما ‏يريدونه والحصول عليه بسرعة وسهولة لإنجاز أعمالهم.‏ ‏
‏2- تشتت الإنتاج الفكري وتنوع مصادر المعلومات التي يعتمد عليها الصحفيون ‏في كتابة مقالاتهم وتحقيقاتهم. فلا تقف هذه المصادر عند حد القصاصات والكتب ‏والدوريات، وإنما تتعداها إلى الدراسات والبحوث التي
تقدم في مؤتمرات تهم الرأي العام، والصور التي تدعم المقالات والأخبار ‏الصحفية، ناهيك بالخرائط والنشرات والمصغرات الفيلمية ومنافذ المعلومات ‏المتصلة بقواعد وبنوك المعلومات المختلفة وغيرها من مواد المعلومات، مما ‏يستتبع ضرورة الانتقاء من هذه المواد وإعدادها جيداً.‏ ‏
‏3- تعدد لغات نشر أوعية المعلومات المختلفة. مما تطلب وجود خدمات جديدة لا ‏بد أن تقدم للعاملين في الحقل الصحفي وعلى رأسها خدمة الترجمة، وخدمة إعداد ‏المستخلصات لنقل المعلومات من لغة النشر إلى اللغة المألوفة للصحفيين تيسيراً ‏عليهم في الحصول على هذه المعلومات وبأسرع وقت ممكن لضمها إلى كتاباتهم، ‏فالمحرر الذي يعمل في القسم العلمي مثلاً ويحتاج إلى معلومات عن تكنولوجيا ‏الحاسبات الإلكترونية، أو الإلكترونيات عموماً.. فإن جزءاً كبيراً منها مكتوب ‏باللغة اليابانية لكون اليابان من كبريات دول العالم إنتاجاً وتصديراً للإلكترونيات، ‏فعلى مركز المعلومات أن يوفر للمحرر هذه المعلومات باللغة المألوفة له، وتقدم ‏هذه الخدمة بجانب الخدمات الأخرى في مركز المعلومات.‏ ‏
‏4- الارتفاع الحاد في أسعار مواد المعلومات المختلفة، ومن بينها الدوريات ‏والصور التي تعد عصب العمل في المؤسسات الصحفية، مما أظهر الحاجة الماسة ‏إلى ضبط وحفظ هذه المواد مع غيرها، حفاظاً عليها من التلف أو الضياع أو ‏تكرارها، اقتصاداً للموارد المادية للمؤسسة.‏ ‏
‏5- تداخل الأحداث وكثرتها في هذا العالم المضطرب، بحيث أصبح من الصعب ‏على العاملين في الحقل الصحفي، الاحتفاظ في الذاكرة الداخلية بهذا الكم الهائل ‏من المعلومات، التي تمر عليهم أو يحصلون عليها، مما اضطرهم للجوء إلى ‏مصادر خارجية للحصول على المعلومات وتأكيدها.‏ ‏
‏6- التخصص الصحفي واتجاه عديد من المؤسسات الصحفية إلى توجيه العاملين ‏فيها إلى التخصص الموضوعي، بحيث اختفى ـ أو كاد ـ ذلك الصحفي، الذي ‏يكتب في كل الموضوعات، مما جعل هؤلاء الصحفيين
المتخصصين في شغف دائم إلى إشباع حاجاتهم الموضوعية بعمق، ليتمكنوا من ‏تبسيطها بعد ذلك للقراء.5‏

الأثاث والتجهيزات التي يحتاجها مركز المعلومات الصحفية :
‏1)‏ دواليب شانون من ذات الأدراج يكون ارتفاعها مناسباً لحفظ الصور ‏والكليشيهات وما في حكمها . ‏
‏2)‏ مناضد للعمل مغطاة أسطحها بالزجاج بحيث تصلح دون أن تتلف لتشريح ‏الجرائد والمجلات وغيرها إلى قصاصات ولصقها ثم تنظيفها بعد ذلك ‏بسهولة . ‏
‏3)‏ مكاتب للذين يتولون العمل التوجيهي والإشراف الفني مثل التأشير على ‏المواد التي تقص من الجرائد والمجلات وتصنيفها بعد إعدادها لذلك الخ . ‏
‏4)‏ أرفف متحركة لصف المراجع والكتب وحفظ مجموعات الجرائد والمجلات ‏لحين تجليدها . ‏
‏5)‏ أرفف لحفظ مجلدات الجرائد والمجلات . وهذه ينبغي وضعها على الأرفف ‏أفقياً لا رأسياً لأن وضعها رأسياً مع ثقل وذنها يعرضها للتلف بسرعة ‏ويسمح للأتربة والحشرات بتخلل أوراقها بسهولة . ‏
‏6)‏ مناضد فردية مصممة تصميماً خاصاً يسمح لكل مطلع في المركز أن ‏يستقل بعمله دون أن يزعجه الآخرون . ‏
‏7)‏ دواليب بأدراج خاصة ومساحات مناسبة لحفظ الخرائط والصور والرسوم ‏ذات الأحجام الكبيرة . ‏
أدراج لبطاقات الفهارس . وهذه الأدراج على نوعين : الأول لبطاقات الكتب وما ‏في حكمها من المطبوعات وكذلك بطاقات الملفات الموجودة بالمركز حيث ترتب ‏فيها البطاقات رأسياً ، والنوع الثاني هو ما يسمى
‏8)‏ الفهرس المرئي ويخصص عادة لبطاقات الجرائد والمجلات والمسلسلات ‏المختلفة ، كما ترتب فيه بطاقات المعلومات التي يستخلصها المركز من ‏مصادرها ويستخدمها للإعلام السريع . ‏
‏9)‏ آلات كاتبة ويحسن أن تكون من الآلات الحديثة بدون صوت وأن يكون من ‏بينها الآت صغيرة . ‏
‏10)‏ أجهزة قراءة الميكروفيلم والميكروكارد . ‏
‏11)‏ تجهيزات حفظ الأفلام والشرائح تحت درجة من الحرارة والرطوبة ‏مناسبة حتى لا تتعرض للتلف . ‏
‏12)‏ جهاز تصوير زيروكس وجهاز استنساخ أوفست كي يتمكن المركز ‏من أخذ صور سريعة لبعض المواد التي قد يطلبها المستفيدون وكذلك ‏يتمكن دون معوقات من إصدار النشرات الإعلامية أو الببليوجرافية ‏المختلفة التي يتطلبها العمل . ‏
‏13)‏ مجموعة من الأدوات الكتابية المختلفة مثل : البطاقات بأنواعها ‏وألوانها وأحجامها المختلفة . وأظرف مقاسات مختلفة لحفظ الصور ‏والكليشيهيات . ملفات للقصاصات ، علب لحفظ النشرات ، أقلام ملونة ‏ومواد لاصقة وأوراق للكتابة وأوراق مطبوعة عليها اسم المؤسسة ‏والبيانات الأخرى اللازمة لتلصق عليها القصاصات . النماذج والاستبيانات ‏اللازمة للعمل واستيفاء المعلومات . وسجلات مختلفة لتسجيل رصيد ‏المركز وتسجيل الإعارات .... الخ 6. ‏
مصادر المعلومات وطرق الحصول عليها :
المقصود بمصادر المعلومات هو جميع الأوعية أو المواد التي تشتمل على ‏معلومات يمكن الإفادة منها . ‏
وهناك أكثر من أساس لتقسيم مصادر المعلومات ، فهنالك من يقسمها وفقاً للطريقة ‏المتبعة في طبعها ونشرها . وهناك من يقسمها وفقاً لطبيعة ما تشتمل عليه من ‏معلومات أولية أو ثانوية . ‏
وتنقسم مصادر المعلومات في مراكز المعلومات الصحفية إلى المجموعات التالية: ‏
أولاً : مجموعات القصاصات والصور والخرائط والنشرات والأكليشيهات . ‏
ثانياً : مجموعات المراجع والكتب والدوريات . ‏
ثالثاً : مجموعات المواد السمعية والبصرية والمواد الميكروفورمية . ‏
والواقع أن مراكز المعلومات الصحفية تواجه سيلاً لا ينقطع من المواد وعليها أن ‏تختار منها فقط ما يتوافق مع سياسة مرسومة وما يمكن أن يحقق أهدافها لا في ‏الوقت الحالي فقط ولكن مستقبلاً ، حيث أن المفاجآت في العمل الصحفي كثيرة ‏ولا تتحمل الانتظار . ‏
ولكي تستطيع مراكز المعلومات الصحفية أن تجمع المعلومات بطريقة منهجية ‏فإنها تعد نماذج ترسلها للاستكمال لكي تضمن أنها تحصل على البيانات ‏الضرورية . 7‏
الأرشيف الصحفي قد يحتوي على المواد الثقافية التالية:‏
مجموعة من القصاصات المختارة والجمعة من الصحف والنشرات والمصادر ‏المشابهة والتي ترد إلى القسم يوميا وبصورة منتظمة وسنأتي على ذكرها بتفصيل ‏أكثر فيما بعد.‏
مجموعة الصور إلى القسم من مصوري الجريدة أو المؤسسة التي تقص من ‏بعض الصحف والمجلات أو من مصادر أخرى والتي سنذكرها أكثر في ‏الصفحات القادمة .‏
النشرات والكتيبات والمطبوعات المشابهة التي ترد إلى القسم والتي تحفظ لغرض ‏استعمالها والرجوع إليها وهي تكون على شكل نشرات لوكالات الأنباء أو ‏السفارات أو الأجهزة الحكومية أو بشكل كتيبات وكراسات بصفحات محددة .‏
الرسومات الكاريكاتيرية التي أعدت في لاستعمالها في طبع الصور والعناوين في ‏إعداد سابقة من المجلة أو الجريدة,فالرسومات الكاريكاتيرية أصبحت ذا أهمية ‏خاصة بالنسبة للقراء .وعلى قسم المعلومات أن يجمع مجموعة منها من مختلف ‏الصحف والمجلات للرجوع إليها عند الحاجة.‏
مقالات في نصها الأصلي وتكون أما مكتوبة باليد أو على الآلة الطابعة فقد تقوم ‏بعض أقسام المعلومات بجمع مثل هذه النصوص والمقالات بغيه الرجوع اليها .‏
مجموعة الصحف والمجلات المجلدة والمحفوظة بشكلها الأصلي والتي تجلد على ‏شكل مجموعات لفترة زمنية معينة وقد تكون هذه الصحف والمجلات المجلدة ‏للجريدة أو المجلة نفسها والتي يخدمها قسم المعلومات الصحفية أو لصحف ‏ومجلات محلية أو عربية أو أجنبية يرغب القسم في حفظها بكاملها.‏
المصغرات أو الأشكال المصغرة والتي تسمى المايكرو فورم وتشمل على الأفلام ‏المصغرة (المايكرو فلم) والبطاقات المصغرة (المايكرو فيش) والتي تصور غليها ‏مجموعات الصحف والمجلات المذكورة في الفقرة السابقة أو النشرات ‏والمطبوعات الأخرى أو مواد ثقافية وإعلامية أخرى ,وتعتبر من الوسائل الحديثة ‏التي دخلت عالم المعلومات الصحفية والمكتبات.‏
مجموعة المراجع والمصادر التي يرجع إليها في استكمال المعلومات وشرحها ‏وتفسير كلماتها ومصطلحاتها المختلفة وإعطاء خلفية عنها ,ومنها القواميس اللغوية ‏والمعاجم ودوائر المعارف والموسوعات والمصادر الجغرافية والأدلة والكشافات ‏والكتب اليدوية وغيرها. فلو فرضنا أن هناك كارثة طبيعية حدثت كانهدام سد أو ‏زلزال أو ماشابه ذلك في مدينة من المدن وطلبت الجريدة أو المجلة أو المؤسسة ‏الإعلامية إرسال محرر أو مندوب عنها إلى مكان الحادث لتغطيته . وبعد وصول ‏المحرر أو المندوب ومشاهدته للكارثة يحاول الاتصال تلفونيا أو برقيا بجريدته أو ‏مجلته أو مؤسسته الإعلامية لتغطية الحادث والحصول على سبق صحفي ‏وإعلامي في شن وإذاعة خبر الحادث وتفصيلاته فهو يعطي المعلومات الأساسية ‏عن الحادث وبعد وصول هذه المعلومات يحاول الشخص أو المحرر الذي يستلمها ‏إكمال المعلومات الواردة فيها أو تصحيحها ووضعها في شكلها النهائي . فهو في ‏هذه الحالة يحتاج إلى مصادر ومراجع أخرى يجب أن تتوافر في مكتبة أو قسم ‏المعلومات الصحفية لإكمال المعلومات المطلوبة عن تلك المدينة وعن الكارثة التي ‏أمت بها.‏
مجموعة الخرائط المختلفة التي تمثل خرائط سياسية واقتصادية وطبيعية ‏وجيولوجية ومناخية وأثرية وغيرها ,وهذه الخرائط تكون في العادة بأحجام مختلفة ‏وأشكال متباينة مما يستوجب معاملتها معاملة خاصة . بالنسبة للحفظ والاستعمال ‏توضع في أدراج واسعة مخصصة لحفظ هذه الخرائط أفقيا وبشكل تكون فيه ‏مفتوحة أو مطوية أو ملفوفة.‏
المواد السمعية .بالإضافة للصور الصور والخرائط والتي يعتبرها البعض من ‏المواد السمعية والبصرية فان هناك بعض أقسام المعلومات الصحفية ومكتباتها ‏تضم في حوزتها مجاميع من المواد الإذاعية والمسجلات والسلايدات والرسوم ‏والأفلام وما شابه ذلك.‏
هذه هي صورة مختصرة للمواد الثقافية والإعلامية التي تضم بعضها أو كلها قسم ‏المعلومات الصحفية ,وعمليات اختيار وتجميع وتصنيف المواد في القسم هي ‏عمليات مستمرة ولاتنقطع حيث ترد إلى القسم كميات كبيرة من الصحف ‏والمجلات والنشرات والمواد الأخرى يوميا.8‏

خدمات المعلومات الصحفية:‏
لاشك أن خدمات المعلومات هي مرآة المركز وواجهته ,كما أن المحك الرئيسي ‏لمدى نجاح أي مركز معلومات صحفي هو قدرته على أن يوفر للمحور والكتاب ‏المادة التي يريدها في الوقت الذي يحتاجها فيه.‏
وخدمات المعلومات قد يقدمها المركز بناء على طلبات أو استفسارات محددة تأتيه ‏من المحررين أو الكتاب أو غيرهم ,كما أن المركز قد يبادر طرديا بمجموعة ‏العناصر التالية:‏
‏- خبرة أخصائي التوثيق والمعلومات القائمين على تقديمها .‏
‏- اتساع قاعدة الوثائق أو أوعية المعلومات المتاحة .‏
‏- وعي المستفيدين وتفاعلهم مع النظام القائم.‏
طبيعة خدمات المعلومات الصحفية:‏
لعل الطبيعة المتميزة لخدمات المعلومات الصحفية تجعلها تختلف في كثير من ‏الجوانب عن خدمات المعلومات التي تقدمها المؤسسات المختلفة من مكتبات ‏وجامعات ومراكز بحوث علمية.‏
وفيما يلي أبر سمات خدمات المعلومات بالمؤسسات الصحفية:‏
أ‌-‏ السرعة في تقديم المعلومات:‏
أن كل الأجهزة الصحفية يتوقف عملها على السرعة التي ينتهي فيها الصحفي ‏من إتمام مهمته . وعلى ذلك فان إجابة واستفسارات اللحظة ,وغالبا ما تكون ‏في وقت أقل من الدقيقة.‏
ب-تقديم المعلومات المباشرة:‏
أن عامل السرعة يفرض على مركز المعلومات الصحفية أن يتقدم بالمعلومات ‏المطلوبة مباشرة سواء كانت في صورة معلومة معينة أو إحصاءات محددة أو ‏فقرات نؤشر عليها.‏
ج-حداثة المعلومات:‏
يهتم الصحفي عادة بأحداث ما كتب ونشر في مجاله المتخصص,وذلك يفرض ‏على مركز المعلومات المتابعة المستمرة والملاحقة السريعة باختيار وإعداد ‏المعلومات الحديثة ووضعها تحت طلب المحررين المتخصصين .‏
د-الدقة في المعلومات:‏
المعلومات المستمدة من مركز المعلومات الصحفية يجب أن تكون محل ثقة ‏المحررين,وذلك يتطلب الدقة في اختيار مصادر هذه المعلومات وخاصة ‏القصاصات الصحفية.‏
ه- الاكتفاء الذاتي:‏
يجب أن تكون مواد مركز المعلومات متنوعة بحيث تراعي جميع التخصصات ‏التي يغطيها المحررين في الصحيفة من سياسة وأدب وفن ورياضة وصحة ‏وشئون اجتماعية وغيرها.‏
وتأتي ضرورة الاكتفاء الذاتي بالنسبة لمواد مركز المعلومات في أن ‏المعلومات هنا تطلب في أوقات غير محددة ,ساعات متأخرة من الليل مثلا أو ‏أثناء الإجازات الأسبوعية والعطلات الرسمية.‏
و- التعاون وسعة الصدر في تلقي استفسارات المحررين:‏
إن عدم معرفة المحررين لنظام التصنيف المستخدم بمركز المعلومات يجعلهم ‏يوجهون أسئلة غير دقيقة ويستخدمون مصطلحات غير محددة ,كما أن أسئلتهم ‏لا تعبر عما يريدونه بالضبط.‏
وتمثل الخدمات التالية الركائز الأساسية:‏
‏1-‏ الخدمة المرجعية أو الرد على أسئلة واستفسارات المعلومات:‏
تعتبر هذه الخدمة من أهم الخدمات التي يقدمها مركز المعلومات الصحفية إذ ‏أنها تلعب دورا حيويا في النشاط اليومي لأي دار أو مؤسسة صحفية.‏
وخدمة المراجع هي ذلك النوع من عمل المركز الذي يهتم اهتماما مباشرا ‏بمساعدة المستفيد في الحصول على المعلومات , وفي استخدام مصادر ‏المعلومات المختلفة.‏
‏2-‏ خدمة تزويد المستفيد بمصادر المعلومات:‏
وتهدف هذه الخدمة إلى إتاحة مصادر المعلومات للمستفيدين الذين يتمثلون في ‏الكتاب والمحررين وغيرهم ممن يعملون في المؤسسة الصحفية.‏
‏3-‏ خدمة التصوير أو النسخ:‏
تساهم هذه الخدمة في حل الكثير من المشكلات المتعلقة بالتزويد والاختزان ‏والمحافظة على المجموعات وتيسير الإفادة منها .‏
وعمل مركز المعلومات على تلبية طلبات الباحثين من الصور والنسخ من ‏البحوث والمطبوعات التي يريدونها , وهذا يتطلب بالطبع توفر الأجهزة ‏الحديثة اللازمة لأغراض النسخ والتصوير.‏
‏4-إعداد القوائم الببليوجرافية والكشافات والمستخلصات:‏
وتقوم هذه الخدمة على إعداد قوائم بمصادر المعلومات التي تتناول موضوعا ‏معينا أو حدثا محددا أو نشاطا ما.‏
‏5- خدمات الإعلام الجارية:‏
وتهدف هذه الخدمات إلى الإعلام الدوري للكتاب والمحررين بكل ما يجد من ‏أنشطة وأخبار ومعلومات ذات صلة باهتماماتهم.‏
‏6- خدمات البث الانتقائي للمعلومات:‏
وتعتبر هذه الخدمة شكلا من أشكال الإعلام الجاري ,وهي تهدف إلى تزويد ‏كل مستفيد (كاتب أو محرر..)بصفة دورية كل أسبوع أو كل نصف شهر ‏بالمعلومات أو البيانات التي تدخل ضمن نطاق دون سؤال من جانبه.9‏
الاتصال ببنوك ومراصد المعلومات خارج المركز:‏
من المعروف أن خدمات المعلومات قد تقدما كبيرا في الدول الأجنبية وذلك ‏إدراكا لأهميتها وقيمتها في خدمة البحث,وهناك ألان الكثير من المؤسسات ‏الصحفية وغيرها التي أنشأت مايسمى بنوك المعلومات أو مراصد المعلومات ‏باستخدام الحاسبات الالكترونية وأشهر الأمثلة هو بنك معلومات النيويورك ‏تايميز ,وقد أصبحت هذه المعلومات متاحة بعدة وسائل لكل من يرغب في ‏الاستفادة منها نظير اشتراكات معينة.‏
ومن ثم لجأت بعض مراكز المعلومات الصحفية إلى تشغيل منفذ بها يكون ‏على اتصال مباشر ببنك معلومات نيويورك تايمز ,ويمكن للمستفيد أن يجلس ‏إلى هذا المنفذ في مركزه المحلي الذي قد يبعد عن مكان مرصد المعلومات ‏ببضع مئات أو حتى آلاف من الأميال,ويطلب أية معلومات يرغب بكتابتها ‏فتظهر أو الإجابة في الحال على شاشة هذا المنفذ .‏
أن خدمات المعلومات التي أشرنا إليها في صورة موجزة الهدف منها أولا ‏وأخيرا هو تقديم المعلومات المناسبة بالقدر المناسب للشخص المناسب في ‏الوقت المناسب.10‏

استخدام الحاسبات الالكترونيه في مراكز المعلومات الصحفيه

تتسلم مراكز المعلومات الصحفيه كل يوم كميات هائله من المواد الاعلاميه التي ‏تم اختيارها وتجميعها على اساس ماتحويه من المعلومات ذات فائده لخدمة مجال ‏العمل الصحفي سواء كان جريده او مجله او مؤسسه اعلاميه.وهذه المواد تشمل- ‏بالاضافه الى الكتب – مايلي:مجموعة القصاصات والصور والكتيبات والنشرات ‏والخرائط الصحفيه والمراجع والمصغرات الفلميه والمواد السمعيه والبصريه.... ‏والقصاصات الصحفيه من اهم النوعيات التي يشتمل عليها مركز المعلومات,حيث ‏تشبع رغبة الصحفي في الاطلاع على احدث مانشر في مجاله المتخصص اولا ‏باول.‏
ويواجه العاملون في مراكز المعلومات الصحفيه العربيه بعض المشكلات لعل ‏ابرزها:‏
‏1.‏ الحاجه الدائمه الى مساحات واسعه من الاماكن والحجرات
‏2.‏ توضع معظم المقالات والتحقيقات الصحفيه تحت اكثر موضوع وذلك ‏يستلزم نسخ من القصاصه الواحده حتى توضع في ملفات الموضوعات ‏المختلفه
‏3.‏ حينما يتكدس ملف الموضوع عاده ماتتم اضافة جزء ثان وثالث وهكذا ‏لوضع القصاصات الجديده وذلك يزيد من صعوبة البحث في هذه الملفات ‏عند الحاجه الى معلومات محدده
‏4.‏ عدم ثبات التصنيف لان الموضوعات دائمة الاتغيير ممايضطر المصنف ‏الى اجراء تعديلات مستمره على خطة التصنيف وذلك يخلق العديد من ‏الصعوبات
‏5.‏ الكثير من القصاصات تفقد في الطريق خلال الاستعارات التي تتم من ‏مركز المعلومات الى المحررين
‏6.‏ اخطاء الترتيب تجعل من الصعب الوصول الى الملف المطلوب في الوقت ‏المناسب
‏7.‏ من ابرز مشكلات الاستخدام ان عدة اشخاص قد يحتاجون الى استعمال ‏ملف واحد في نفس الوقت
‏8.‏ تشير الاحصاءات الى ان 80% من المواد يزداد الطلب عليها هي المواد ‏الحديثه التي لم يمض عليها اكثر من 9 شهوروذلك يفرض عملية التلخيص ‏والاستبعاد للقصاصات القديمه وهي عمليه صعبه وتستغرق وقتا طويلا ‏
ومن اجل كل هذه الاسباب اصبحت الحاجه ملحه لاستخدام اساليب التكنولوجيا ‏الحديثه من مصغرات فيلميه وحاسبات اليكترونيه في اختزان المعلومات ‏الصحفيه واسترجاعها

مزايا وعقبات في استخدام الحاسبات الالكترونيه:‏
لما كانت الحاسبات الالكترونيه قد دخلت مجال العمل الصحفي في الكثير من ‏المؤسسات الصحفيه فقد كان من الطبيعي ان تفكر هذه المؤسسات في حل ‏مشكلات مراكز المعلومات الصحفيه عن طريق الامكانات الهائله التي تيسرها ‏هذه الحاسبات وخاصه بعد ان اصبح اختزان واسترجاع المعلومات من بين ‏اهتمامات الحاسبات الالكترونيه.‏
وبصفه عامه استطاعت الحاسبات الالكترونيه ان تختصر المساحات الواسعه ‏المطلوبه لحفظ المعلومات الصحفيه واتاحت استخداما غير محدود للقصاصات ‏عن طريق الكلمات الداله ‏key word ‎‏ في كل قصاصه كما ان الحاسبات ‏الالكترونيه جعلتنا نتغلب على مشكلات الفقد والضياع واخطاء الترتيب ومكنتنا ‏من استخدام نفس القصاصه بواسطة عدة اشخاص في نفس الوقت وايضا ‏استطاعت مكاتب الجريده في الخارج ان تستفيد من خدمات (مركز المعلومات ‏الصحفيه) والذي يوجد في المركز الرئيسي للجريده – وذلك عن طريق ‏الاتصال المباشر,حيث تاتي الاجابه في نفس اللحظه مسجله على شاشة ‏تلفزيونيه متصله بمنفذterminal‏ لدى المكتب الخارجي‏
ولكن هذه الصوره البراقه والتي تمثل املا يحلم المكتبيون بتحقيقه في مراكز ‏المعلومات الصحفيه قد لايكون سهلة المنال اذ يعترض طريق التنفيذ بعض ‏العقبات نشير الى اهمها فيما يلي:‏
‏1.‏ النفقات الباهظه التي يتكلفها انشاء منافذ متصله بشاشات عرض ‏تلفزيونيه تلك النفقات التي تعجز معظم الصحف عن تحملها حتى لو ‏اقتصرت على التخزين الالكتروني للخمس او العشر سنوات الاخيره ‏فقط
‏2.‏ ماتزال معظم نظم المعلومات الالكترونيه في مراحلها التجريبيه فمن ‏ناحية لايوجد عدد كاف من النظم التي تصلح للصحف الصغيره ومن ‏ناحية اخرى تحتاج النظم التي ترتبط بالحاسبات الضخمه الى الكثير من ‏التعديلات المحليه حتى تناسب مع ظروف كل صحيفه‏
‏3.‏ تعتمد مدى كفاءة خدمة المعلومات على كمية المقالات والموضوعات ‏الصحفيه التي تم تخزينها ونوعية الاختيار الذي تم بالنسبه لهذه المواد ‏وايضا الكلمات الداله التي استخدمت
‏4.‏ قد يجد الصحفيون صعوبه في بادئ الامر عند استدعاء المعلومات عن ‏طريق شاشة العرض التلفزيونيه وذلك لان ملامح وشكل هذه ‏المعلومات تختلف كثيرا عن الشكل المطبوع من حيث التوضيب ‏ومواضع المقالات والموضوعات وغيرها.‏
‏5.‏ تحويل ارشيف القصاصات الصحفيه الى ارشيف الكتروني يجعلنا نفقد ‏العديد من المزايا الجانبيه لملف القصاصات فالبحث في ملف ‏القصاصات مثلا قد يقودنا الى اكتشاف معلومات هامه عن طريق ‏الصدفه وحدها
ان كل هذه العقبات –وخاصه مشكلة التكاليف – هي التي اعطت اهميه ‏اكبر للنظم التي تقتصر على استخدام الحاسبات الالكترونيه في البحث عن ‏مواد محفوظه على الميكروفيلم والميكروفيش وفي هذه الحاله لايتم التخزين ‏في ذاكرة الحاسب الالكتروني الا لكمية ضئيله من المعلومات عن موضوع ‏معين ثم ترد الاشارات الببليوجرافيه عن مكان المصغرات الفلميه الخاصه ‏بهذا الموضوع وهكذا امكن اختصارالنفقات الى حد كبير مما لوكان ‏التخزين قد تم كلية عن طريق الحاسب وقد لجأت الكثير من الصحف الى ‏استخدام هذه النظم- النصف الكترونيه – لأنها تلبى الاحتياجات الى جانب ‏الوقر في النفقات ولكن ذلك ليقلل من أهمية الأرشيف الالكتروني للنصوص ‏الصحفيه ذاتها وان كان اكثر لاءمه للصحف الكبيرة ذات الميزانيات ‏الضخمه 11‏
استخدام الحاسبات في مراكز المعلومات الصحفيه العربيه:‏
تعاني معظم دور الصحف العربيه من التخلف في وسائل تنظيم واختزان ‏المعلومات ونظرا لعدم وجود نظم مقننه وموحده لتنظيم المعلومات ‏الصحفيه على مستوى العالم العربي فقد بنيت النظم المطبقة حاليا على ‏اساس جهود فرديه واجتهادات شخصيه وإذا كانت هذه النظم تعجز في ‏الوقت الحاضر عن تلبية العديد من الاهتمامات الصحفيه فان هذا العجز ‏سيزداد مع مرور الزمن ومع تشعب وتعقد الاهتمامات الصحفيه12..‏

المراجع:‏
‏1.‏ عامر ابراهيم قندليجي. المعلومات الصحفية وتوثيقها"الارشيف الصحفي" .- ‏بغداد:دار الرشيد للنشر,1981. ص208‏
‏2.‏ محمد فتحي عبد الهادي ، محمد إبراهيم سليمان ، أبو السعود إبراهيم. مراكز ‏المعلومات الصحفية .- الرياض: دار المريخ . ص 7 - 8 ‏
‏3.‏ المرجع السابق. ص8‏
‏4.‏ المرجع السابق. ص11-13‏‎ ‎
‏5.‏ حسن عواد السريحي ، شريف كامل شاهين.‏‎.‎مقدمة في علم المعلومات .- جدة ‏‏: دار الخلود . ص 91‏
‏6.‏ محمد فتحي عبدالهادي.المرجع السابق .ص26-27‏
‏7.‏ ‏.المرجع السابق.ص37‏
‏8.‏ عامر ابراهيم قندليجي.المرجع السابق ص
‏9.‏ محمد فتحي عبدالهادي. ص150-158‏
‏10.‏ المرجع السابق .ص159‏
‏11.‏ المرجع السابق.ص183-187‏
‏12.‏ المرجع السابق.ص202‏

الارشيف الصحفي واتجاهاته الحديثة

دأبت المؤسسات الصحفية على تأسيس أقسام لحفظ النتاج الفكري لها وللمؤسسات الأخرى والهدف من ذلك إيجاد ذاكرة خارجية يهتدي بها الصحفيون عند الكتابة عن موضوع معين للتحقق أو لإضافة معلومات معينة لخبر أو للموضوع الذي تمت الكتابة عنه وقد انطلقوا بذلك من مبدأ قوانين تطور العلم على أساس أن هذه القوانين تساعد الإنسان على وضع معارفه موضع التطبيق ويحكم العلم بقوانين خاصة بالتطور والتي ينبغي معرفتها لنجاح العمل في أي حقل من حقول المعرفة ومن هذه القوانين (قانون استمرارية العلم التاريخية) وهو من القوانين المهمة في تطوير العلم فعلى سبيل المثال لو اعتمد الصحفيون في كل مؤسسة إعلامية على أنفسهم فقط في تجميع المعلومات وإعادة صياغتها فإن الكتابة عن هذا الموضوع سوف تكون هامشية ولا تقدم شيئا للقارئ، إذ أن انجازات الكتاب السابقين تعد الأساس الذي يبني عليه الصحفيون المعاصرون عملهم وبناءً على ذلك فإن الصحفيين المعاصرين لا ينهمكون فقط في اكتشاف بيانات علمية حديثة فحسب بل في تصنيف البيانات التي سبق جمعها من قبل زملائهم وتقييمها وتصحيحها وجعلها في متناول أيدي معاصريهم من الصحفيين والقراء. ولتحقيق هذه الغاية يتم الاعتماد بصورة رئيسة على الصيغة التي تنشر بها هذه المعلومات بين الصحفيين المعاصرين وتنقل بواسطتها إلى الأجيال اللاحقة.
ومن جانب آخر سعت المؤسسات الصحفية إلى دعم هذه الأقسام من خلال توفير مساحات خزينة لهذا النتاج الفكري الذي تم تصنيفه باستخدام أنظمة تقليدية والكترونية فضلاً عن توفير موظفين أكفاء للقيام في إدارة وتنظيم موجوداتها من القصاصات الصحفية ومصادر المعلومات الأخرى.
احتوى الكتاب على ثلاثة فصول رئيسة وضم كل فصل عدداً من المباحث، تطرق المبحث الأول إلى موضوع الأرشيف الصحفي وتم التحدث فيه عن إدارة أقسام الأرشيفات الصحفية وأهمية الإدارة في المؤسسات المختلفة لما لها من أثر كبير في إنجاح الأهداف المرسومة لهذه المؤسسات وتم التعرض بشيء من التفصيل إلى العناصر المكونة للوظيفة الإدارية وهي التخطيط والتنظيم والتحقق من ملاءمة القوى العاملة للعمل والتوجيه والرقابة والتنسيق.
واحتوى المبحث الثاني على عدد من المفاهيم التي تخص الأرشيف الصحفي من حيث التعريف به والمواصفات الخاصة بنظام الحفظ الجيد وماهية المواد التي تحويها أقسام الأرشيفات الصحفية ومعايير اختيار هذه المواد والواجبات التي تضطلع بها فضلاً عن بيان أبرز مظاهر التخلف في هذه الأقسام وسبل النهوض بها.
أما المبحث الثالث من هذا الفصل فقد تعرض إلى الموسوعات كونها من مصادر المعلومات الثانوية التي يحتاجها الصحفيون فضلاً عن ما تتمتع به من مصداقية كون موضوعاتها كتبت من قبل متخصصين في المجالات الموضوعية المختلفة وتحمل تواقيعهم في نهاية الموضوع وعرض في هذا المبحث عدد من المحاور منها التعريف وهدف وكيفية تقييم الموسوعات ومساهمة العرب في التأليف الموسوعي وبيان جهود المؤسسات العربية في هذا المجال وتم في هذا المبحث عرض لأهم الموسوعات العالمية بشكلها التقليدي والالكتروني.
وفي الفصل الثاني تم عرض نظام تصنيف القصاصات الصحفية التي تضم مختلف الموضوعات وهو محاولة للوصول إلى نظام موحد يمكن تطبيقه في معظم المؤسسات الصحفية من خلال تطبيق نظام الترقيم العشري والذي عالج معظم القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأنشطة التي يمارسها أفراد المجتمع كافة والتي عالجتها الصحف من خلال  الفنون الصحفية المختلفة.
تم تقسيم الموضوعات تحت المواقع الجغرافية للدول مبتدئين بالمملكة الأردنية الهاشمية (على أساس أن النظام يطبق فيها) وتتبعها بقية الدول العربية ودول العالم الأخرى وكذلك القضايا والمشاكل الدولية والمنظمات الإقليمية والدولية وتم ترتيبها بشكل هجائي.
واحتوى المبحث الثاني منه على كشاف بعناوين الموضوعات والدول والمدن والهدف منه سهولة الوصول إلى الموضوعات والأماكن التي يرغب المستفيد باسترجاعها بسهولة ويسر من خلال وضع رقم التصنيف أمام الموضوع المطلوب استرجاعه.
واحتوى الفصل الثالث على ثلاثة مباحث ضم المبحث الأول منه بيان أهمية الصحافة الالكترونية وأثرها في تطور مفهوم الأرشفة الصحفية، أما المبحث الثاني فقد عالج موضوع الأرشفة بوساطة نظم إدارة المحتوى وهي محاولة جديدة لعرض النظم الحديثة في إدارة محتوى الموضوعات التي احتوتها الصحف بصورة أكثر تطورا من ذي قبل.
وتم في المبحث الثالث اختيار نظام (جوملا) كونه الأنموذج التطبيقي لنظام إدارة المحتوى الذي يعد الأوسع انتشاراً في العالم فضلاً عن كونه الأكثر أمناً واستقراراً...... وتم بيان خطوات العمل على هذا النظام وتوظيفه لأغراض النشر الالكتروني للصحف وبناء الأرشيف الصحفي الخاص بها.

المكتبة الرقمية

مكتبة رقمية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
جزء من السلسلات حول
المكتبات الرقمية
أنواع
  • ادخال
عنوان رأسي
  • ادخال
المكتبة الرقمية أو المكتبة الإلكترونية هي مجموعة من المواد (نصوص وصور وفيديو وغيرها) مخزنة بصيغة رقمية ويمكن الوصول إليها عبر عدة وسائط. أهم وسائل الوصول لمحتويات المكتبة الرقمية هي الشبكات الحاسوبية وبصفة خاصة الإنترنت.
لا ينحصر محتوى المكتبة الرقمية على الكتب الرقمية فقط بل يتعداه إلى غيرها من الوسائط. وبذلك تكون مواقع مثل Flickr و YouTube وغيرها مكتبات رقمية أيضا (ولو أنها متخصصة، فالصور لـFlickr والفيديو لـ YouTube). حتى إن البعض لا يتوانى في وصف الإنترنت بأنها المكتبة الرقمية العالمية.
تتتميز المكتبات الرقمية بأهدافها (تجارية، ثقافية..إلخ)، وحسب مواضيع مضامينها التي تركز عليها (دينية، أدبية، علمية، تقنية...إلخ) وحسب شكل المضامين (مستندات، صور، فيديو، صوت...إلخ).

انتشار المكتبات الرقمية

مع انتشار تقنيات الكتب الإلكترونية، واعتناق الكثير من الشركات الكبرى مثل أدوبي ومايكروسوفت لتقنيات رقمنة النصوص وتوزيعها، فإن فكرة المكتبات الرقمية بدأت تنتشر انتشارا سريعا، يدعمها في ذلك التطور السريع في تقنيات حفظ المعلومات ورقمنتها واستعراضها والبحث فيها، إضافة إلى توفر الشبكات كبنية تحتية يمكن بواسطتها الربط بين المستخدم وبين المكتبات الرقمية المختلفة موفرة بذلك فضاء معلوماتيا رحبا يعادل في أهميته فضاء الإنترنت العام السائد اليوم.

تاريخ المكتبات الرقمية

تتميز المواد أو الوسائط الرقمية عن غيرها، سواء كانت هذه المواد ملفات نصية، أو أفلام، أو موسيقى، بعدة مزايا. فالمواد (في معظم الأحيان) سهلة الإنتاج والنشر والتوزيع إلى الملايين بتكلفة زهيدة. فإنتاج كتاب بصيغة رقمية يختصر تكاليف الطباعة الورقية والنقل والتوزيع الباهضة. فيكفي إنتاج نسخة رقمية واحدة توضع على خادم مركزي وبيعها للمشترين الذين يتصلون بالخادم عبر (الشابكة (الانترنت)). وبالتالي فإن تكلفة بيع كتاب إضافي هي صفر بالنسبة للشركة الناشرة، وكل ما تجنيه من بيع النسخة الرقمية يعتبر ربحا صافيا.

مشاريع رائدة

مشروع غوتنبرغ

من أقدم المكتبات الرقمية مشروع غوتنبرغ. لم يكن الربح التجاري هدف الشاب مايكل هارت في عام 1971 عندما قام بإنشاء أول مكتبة رقمية، واختار اسم غوتنبرغ على اسم مخترع الطباعة في القرن الخامس عشر، الذي فتح أفقا جديدا لإصدار الكتب مؤذنا ببدء عصر التنوير في أوروبا وتمكين المواطن الأوروبي العادي من اقتناء وقراءة الكتب.

واير تاب

هارت لم يكن وحده في جهوده الرامية إلى إنشاء أضخم مكتبة إلكترونية للنصوص الرقمية، حيث ظهر في أوائل التسعينيات مشروع واير تاب وهو موقع يستخدم إلى اليوم تقنية غوفر لتداول الملفات عبر الشبكة، ويحتوي على مجموعة هائلة من النصوص الرقمية المتخصصة، كنصوص المعاهدات والقوانين الدولية، والوثائق التقنية والعسكرية وما إلى ذلك.
وفي عام 1993 قام شاب اسمه جون مارك أوكربلوم، وكان طالبا في علوم الحاسوب ويعمل كمدير لموقع إنترنت الخاص بجامعة كارنيغي ميلون، ببدء العمل على فهرس يضم وصلات إلى جميع الكتب الإلكترونية الموجودة على الشبكة بما في ذلك مشروع غوتنبرغ. وأطلق أوكربلوم على فهرسه هذا اسم صفحة الكتب الإلكترونية The Online Books Page.
وفي عام 1998 حصل أوكربلوم على درجة الدكتوراه في علوم الحاسوب وانتقل إلى جامعة بنسلفانيا حيث أخذ يعمل على الأبحاث المتعلقة بعلم المكتبات الرقمية في مكتبة الجامعة وقسم علوم الحاسوب، مرتكزا على فهرسه الأساسي الذي طوره في جامعة كارنيغي ميلون والذي أصبح الآن جزءا من مراجع المكتبات الرقمية لدى جامعة بنسلفانيا ويحتوي الموقع اليوم على وصلات لعشرات الألوف من الكتب الإلكترونية المجانية باللغة الإنجليزية أو غير المجانية ولكن التي سمح مؤلفوها بنشرها عبر الشابكة. كما يحتوي الموقع على وصلات إلى العديد من المواقع التي تقوم بنشر الكتب الإلكترونية مثل مشروع غوتنبرغ.
ولا تقوم أية جهة رسمية بتمويل الموقع، ولا زال أوكربلوم يقوم إلى اليوم بالاعتناء بالموقع مجانا ودون أي مقابل.

المكتبات الرقمية التجارية

وفي ذروة عصر الدوت كوم أدرك بعض رواد المكتبات الرقمية أنه رغم الانتشار السريع لإنترنت، وصيرورتها أحد أهم المصادر المعلوماتية، فإن الكثير من المعارف البشرية الهامة لا تزال محتجزة في بطون الكتب. ولكن هؤلاء لم يكونوا من الثوريين المتمردين أمثال هارت وأوكربلوم، ولكنهم كانوا رجال أعمال تقليديين أرادوا استغلال الفرص التجارية التي يمكن للمكتبات الرقمية أن توفرها لهم. ومن بين هؤلاء كان تروي وليامز المدير التنفيذي والمؤسس لموقع questia، والذي يعتبر اليوم أكبر مكتبة رقمية ذات طابع تجاري في العالم.
ففي بداية عام 1998، وربما أثناء وقوفه في طابور أجهزة تصوير الوثائق، أو طابور استعارة الكتب في إحدى الجامعات الأمريكية، أدرك وليامز عدة أمور هي:
1) ألن يكون هؤلاء الطلبة مستعدين لدفع مبلغ معين من المال مقابل تجنب صفوف الانتظار، وعملية البحث المضنية عن الكتب المناسبة لأبحاثهم؟
2) تصوير الطلاب لصفحات من الكتب أو لكتب بأكملها يمثل فرصة ضائعة للشركات الناشرة لهذه الكتب.
3) ألن توفر المكتبات العامة والجامعية الكثير من التكاليف الإدارية لو قامت بالاعتماد على الكتب الرقمية وأتاحتها كمرجع للطلاب؟
وانطلاقا من هذه التساؤلات، وبعد حوالي العامين ونصف العام من التخطيط والدراسة والإعداد أطلق وليامز موقع Questia إلى الفضاء الخائلي. واعتمادا على نتائج دراسة الجدوى فقد اختار وليامز أن تتخصص كويستيا في مجال الكتب الرقمية الخاصة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، ورغم أنه كان بإمكان الموقع أن يحتوي يوم افتتاحه على أكثر من مائة ألف كتاب، فإنه بدأ بخمسين ألف كتاب متخصصة في ذلك المجال فقط. وتتلخص فكرة الموقع في أن الطلاب الجامعيين والباحثين يطلبون عادة الكتب القديمة، وبالتحديد التي يزيد عمرها عن الخمسة سنوات. كما لاحظ وليامز أيضا أن شركات النشر تتوقف عن إعادة طباعة معظم الكتب بعد سبع سنوات من نشرها، ولكن هذه الكتب تحتفظ بقيمتها لمدة ثلاثين سنة أو أكثر. لذا قامت كويستيا بالتعاقد مع أكثر من 170 ناشرا (عددهم اليوم هو 235)، وحصلت منهم على حقوق رقمنة كتبهم التي تتميز بهذه الصفة، ومن ثم إتاحتها للجمهور من خلال الموقع (وهو ما سنتحدث عنه بعد قليل). ولاختيار الكتب، قام وليامز بتوظيف عشرة مختصين في علم المكتبات، وبالذات من المتخصصين في علم انتقاء مجموعات الكتب. وقام هؤلاء باختيار خمسين ألف من أفضل الكتب المتوفرة لدى الشركات الناشرة، وهي الكتب التي شكلت نواة المشروع. ورغم أن هذه المكتبة صغيرة بالمقارنة مع المكتبات التقليدية فإنها تتميز بأن الكتب متوفرة دوما للمستخدمين، كما أنه يمكن لكل مستخدم الحصول على نسخته الخاصة من الكتب المتوفرة. وتقوم كويستيا بتوفير الخدمة للطلاب الجامعيين والباحثين في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، حيث يقوم الطالب بالاشتراك في الموقع، ويتمكن مقابل اشتراكه من النفاذ إلى كامل محتوى الكتب الرقمية، والبحث في محتواها للعثور على المعلومات التي يريدها، باستخدام محرك بحث متقدم من أوراكل وهو برنامج ConText، إضافة إلى أن كويستيا تقوم بتعليم البيانات باستخدام لغة XML، مما يجعل عملية العثور على المعلومات أكثر سهولة. ويمكن للطلبة أن يقوموا بطباعة نتائج عمليات البحث التي يقومون بها. ولكن الموقع يوفر ما هو أكثر من المراجع، كأدوات لكتابة الملاحظات على الصفحات، وإنشاء الحواشي، وفهارس المراجع (وذلك لتشجيع الطلبة على ذكر المراجع التي حصلوا منها على معلوماتهم). كما يحتوي الموقع على العديد من القواميس والفهارس، إضافة إلى إمكانية وضع مجموعات معينة من الكتب ضمن رف رقمي شخصي. وماذا عن الشركات الناشرة للكتب؟ ما تقدمه خدمة كويستيا للشركات الناشرة يفوق مجرد شراء حقوق النشر، حيث تحصل هذه الشركات على نسبة معينة من إيرادات الاشتراكات ضمن الموقع، وهو مصدر دخل من كتب لا تدر في العادة عوائد على الشركات، كما أن المستفيدين منها عادة هم مراكز تصوير ونسخ الكتب التي يلجأ إليها الطلبة عادة. ولا يؤمن وليامز بجدوى سوق الكتب الرقمية خلال الأعوام الثلاث القادمة، حيث أن المنتجين لم يستقروا بعد على نسق قياسي يتم بموجبه إنتاج الكتب الرقمية، ولا زال السوق بحاجة إلى تحديد النسق الأفضل. كما أنه يعتقد أن الطلب غير موجود من قبل القراء (يجدر الإشارة إلى أن موقع أمازون يبيع الكتب الرقمية). ومن جهة أخرى يرى وليامز أن الطلب في الوقت الحالي يتمركز حول استخدام إنترنت لكتابة أوراق البحث. وما يقوم به هؤلاء الطلاب في الوقت الحالي هو اللجوء إلى مصادر غير محكمة أو موثقة على إنترنت. وما توفره كويستيا هو مراجع موثقة ومحكمة من الدرجة الأولى يمكن استخدامها لكتابة أبحاث أفضل.

المكتبات الرقمية عربيا

بدأت تظهر المكتبات الرقمية في العالم العربي سواء بمبادرات مؤسسية أو فردية. واختلف مجهود كل مبادرة بين جمع المضامين الرقمية وفهرستها وعرضها وبين مجهودات لرقمنة كتب ومصادر ورقية. في مجال الرقمنة يذكر تجربة معهد الإمارات للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، والذي قام قبل عامين برقمنة جميع نتاجه العلمي باستخدام نظام نوليدج بايز KnowledgeBase وإن اقتصرت اتاحة المكتبة فقط على العاملين ضمن المركز.
ومن المحاولات الأخرى لإنشاء مكتبة رقمية هو مكتبة الوراق (alwaraq.net)، والذي قامت شركة كوزموس للبرمجيات بإنشائه وتضمينه أمهات الكتب التراثية العربية، وميكانيكيات بحث ممتازة، ولكن هذا الموقع متخصص جدا في محتواه والذي يقتصر كما قلنا على الكتب التراثية العربية.
مكتبة المسجد النبوي الشريف[1] والتي تقوم بجمع كل الكتب الإسلامية في صيغة إلكترونية ووضعها في قواعد بيانات وإتاحة البحث فيها للباحثين والرواد.

المزايا

من مزايا المكتبات الرقمية، بوصفها وسيلة سهلة وسريعة للوصول للكتب والمحفوظات والصور، اعتراف المصالح التجارية والهيئات العامة على حد سواء بها على نطاق واسع.[2]
مساحة التخزين في المكتبات التقليدية محدودة ؛ في حين أن للمكتبات الرقمية القدرة على تخزين معلومات كثيرة في مكان ضيق، كون أن المعلومات الرقمية تحتاج لفضاء مادي صغير جدا لتخزينها. على هذا النحو، فإن تكلفة صيانة مكتبة رقمية هي أقل بكثير من مكتبة تقليدية.
تنفق المكتبة التقليدية مبالغا كبيرة من المال على مرتبات الموظفين والإيجار واقتناء كتب جديدة وصيانة الموجود منها. أما المكتبات الرقمية فتخفض هذه التكاليف وفي بعض الحالات تتخلص منها. كما أن المكتبات الرقمية أكثر استعدادا لتبني الابتكارات الجديدة في مجال التكنولوجيا، فهي توفر لمستخدميها تحسينات مستفيدة من تكنولوجيا الكتاب الإلكتروني والصوت فضلا عن تقديمها لأشكال جديدة من الاتصالات مثل الويكي والمدونات. قد توفر المكتبات التقليدية عبر الإنترنت دليلا لمحتوياتها (Online public access catalog : OPAC). تسمح الرقمنة المواد بتسهيل إيصالها لطالبيها. كما أنها تفتح المجال لرواد جدد غير تقليدين للمكتبة وذلك بسبب الموقع الجغرافي أو الانتماء التنظيمي.
  • لا حدود فعلية : المستخدم للمكتبة الرقمية لا يحتاج للتنقل إلى المكتبة، فالوصول للمكتبة الرقمية متاح من جميع أنحاء العالم طالما كان الاتصال بالإنترنت متاح.
  • مفتوحة على مدار الساعة : الميزة الرئيسية للمكتبات الرقمية هي إمكانية الوصول إليها 24 ساعة / 24 7 أيام/7.
  • وصول متعدد : غالبا ما يمكن لأكثر من طرف استخدام نفس الموارد في الوقت ذاته. قد لا يكون الأمر كذلك بالنسبة لمواد خاضعة لحقوق الطبع والنشر : فقد يكون للمكتبة ترخيص بـ "إقراض" نسخة واحدة فقط في وقت واحد ؛ ويتحقق ذلك مع نظام إدارة الحقوق الرقمية حيث يمكن أن تصبح مصدرا لا يمكن الوصول إليها بعد انقضاء فترة الإقراض أو بعد أن يختار المقرض جعلها غير قابلة للوصول (وهو ما يعادل إعادة الموارد).
  • استخراج المعلومات: يمكن للمرتاد المكتبة استخدام أي مصطلح (كلمة، جملة، والعنوان والاسم والموضوع) للبحث في المجموعة بأكملها. كما يمكن للمكتبات الرقمية توفير واجهات سهلة الاستخدام متيحة الوصول لمواردها بالنقر.
  • حفظ وصيانة: الرقمنة ليست حلا للمحافظة على المدى الطويل للمجاميع المادية، ولكنها تنجح في توفير نسخ من المواد لطالبين كثر لو استعملوا الأصل لتدهور من الاستخدام المتكرر. الحفظ على المجاميع المرقمنة أو المواد رقمية الأصل خلق العديد من الشواغل تخص حفظ المواد لا التناظرية. الرجاء فقرة "المشاكل" للحصول على أمثلة.
  • الفضاء : في حين تقتصر المكتبات التقليدية على مساحة تخزين محدودة، فإن للمكتبات الرقمية القدرة على تخزين معلومات أكثر في فضاء مادي صغير جدا وبأسعار معقولة من أي وقت مضى بفضل تكنولوجيات تخزين الوسائط المتعددة.
  • قيمة مضافة: يمكن تحسين خصائص معينة في المواد، نوعية الصور في المقام الأول. كما يمكن للرقمنة تعزيز الوضوح وإزالة العيوب مثل البقع وتغير الألوان.[3]
  • سهولة الوصول.

المشاكل والتحديات

رغم التطورات الكبيرة في مجال تقنيات الكتب والمكتبات الرقمية فلا زال أمامها شوطا بعيدا كي تقطعه لتحقيق الانتشار الكامل.

حقوق النشر والتأليف

من ناحية يجمع الكثيرون من أقطاب الصناعة على أن تقنيات حماية وإدارة حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالمحتوى الرقمي لم تحقق بعد مستوى الأمن المطلوب، حيث لا زال من السهل كسر التشفير الخاص بالكثير من هذه الأدوات، كما حصل في حالة شركة أدوبي مؤخرا حين تمكن أحد الهكرة الروس من كسر شيفرة كتبها الرقمية. وترى شركات النشر أنه ما لم يتم حل هذه المعضلة فإنهم يخشون أن تؤول الكتب الرقمية إلى مصير مشابه لما حصل في صناعة الموسيقى عند ظهور نابستر، ويقولون بأن مصير التقدم البشري مرهون بحل هذه المشكلة، فإذا ما تمت قرصنة الكتب على نطاق واسع فإن ذلك سيؤدي إلى امتناع المؤلفين عن الكتابة والنشر، مما سيؤدي إلى تضاؤل النتاج العلمي.
ولكن شركات النشر تخوض حربا شرسة لتمديد الفترة التي يكون فيها كتاب ما خاضعا لحقوق الملكية الفكرية. وقد نجحت الشركات الأمريكية في عام 2000 إلى مد الفترة التي يكون فيها كتاب ما خاضع لحقوق الملكية الفكرية إلى 75 عاما بعد موت المؤلف، وهو تمديد يهدد المكتبات الرقمية المجانية من أمثال مشروع غوتنبرغ، والذي يتخصص في رقمنة الكتب التي لم تعد خاضعة لقوانين حماية المؤلف، والتي كانت في الماضي تسقط عن الكتب بعد 25 عاما من موت المؤلف. ويقول مايكل هارت وأوكربلوم بأن هذه القوانين تحمي الشركات الناشرة وأرباحها فقط. ويقول أوكربلوم مازحا بأنه طبقا لهذا القانون فإن المخططات الهندسية لأول طائرة، والتي ابتكرها الأخوان رايت، لا تزال محمية بقوانين حماية المؤلف الجديدة.

حفظ المواد الرقمية

الحفظ الرقمي يهدف إلى ضمان بقاء وسائل الإعلام الرقمية ونظم المعلومات قادرة على قراءتها وتفسيرها في المستقبل إلى أجل غير مسمى. يجب أن يتم ترحيل كل المكونات الضرورية والحفاظ عليها أو محاكات عملها.[4] عادة ما يتم محاكاة مستويات الدنيا من أنظمة (قرص مرن على سبيل المثال)، bit-streams (الملفات الفعلية المخزنة في الأقراص) وأنظمة التشغيل يجري محاكاتها على جهاز ظاهري (بالإنجليزية: virtual machine). إلا إذا كان معنى ومضمون وسائل الإعلام الرقمية ونظم المعلومات مفهومة جيدا ويمكن ترحيلها، كما هو الحال بالنسبة للوثائق مكتب.[4][5][6]

البنية والتنظيم

يوجد فرق شاسع بين أتمتة المكتبات ورقمنتها. ففي حين تعنى الأتمتة بحوسبة العمليات المكتبية مثل استعارة الكتب وفهرستها وتنظيم العمليات الداخلية للمكتبات، فإن رقمنة المكتبات تعني تحويل مجموعات من الكتب ضمن المكتبات التقليدية إلى صورة رقمية سواء بمسحها ضوئيا، أو إدخالها كنص إلكتروني.
وتوصي شركة صن مايكروسيستمز، وهي من الشركات الرائدة في إنشاء المكتبات الرقمية في الولايات المتحدة، بأخذ النقاط التالية بعين الاعتبار عند إنشاء المكتبات الرقمية.
  • اعتماد نسق موحد للمعلومات (توصي صن باعتماد XML)
  • أسلوب النفاذ إلى المكتبة الرقمية-هل سيكون مفتوحا للعموم عبر إنترنت أم سيقتصر على فئة معينة من المستخدمين
  • الأمان والتحقق من هوية المستخدمين
  • برمجيات حماية حقوق الملكية الفكرية
  • البنية التحتية للمشروع من برمجيات وقواعد بيانات ومدى قدرتها على التوسع واستيعاب الأعداد المتزايدة من المستخدمين
  • محرك البحث المستخدم. المكتبة الرقمية لا تفيد بشيء إذا ما لم تستخدم محرك بحث قوي.
  • وسائط التخزين وحفظ البيانات وقدرتها على التوسع، وأساليب التخزين الاحتياطي التي تعتمدها.

معايير اختيار المجاميع الرقمية

تطبق الهيئات (عادة المكتبات) مجموعة من المعايير لاختيار المضامين الرقمية لإنشاء مكتبة رقمية من ممتلكاتها الحالية لرقمنتها واقتناء المرقمنة مستقبلا.
امتلاك استراتيجية ذات أولويات اختيار محددة للرقمنة أمر بالغ الأهمية. العوامل التي ينبغي أخذها في الاعتبار  :
  1. قيمة المواد
  2. حالة المواد
  3. استخدام المواد
  4. الخصائص المادية الضمانة لمستوى عال من النجاح
بالنسبة لمكتبة الكونغرس، المتعلقات ذات الاهتمام الوطني هي مرشحة للعرض وتقليل الأذى على النسخ الأصلية [7].
في المناقشات المبكرة حول رقمنة مواد المكتبات، في كثير من الأحيان اقترحت قرارات الاختيار على أساس الرغبة في تحسين فرص الحصول على المحتوى، وليس على شرط أو قيمة العنصر الأصلي.[8] وفي عام 2001، كتبت بولا دي ستيفانو [9] أن استخدام مجموعة من المعايير المستندة هو أمر واعد، كما هو "الأساس في تنمية المجاميع والقاسم المشترك بين جميع قرارات الاختيار". ومع ذلك في الممارسة العملية، أظهرت دراسة لها أن معظم المشاريع الرقمية ركزت على مجموعات خاصة، والتي عموما ليست المواد الأكثر شعبية في المجموعة الشاملة.
وفي ورقة بيضاء لمجلس عن المكتبة ومصادر المعلومات سنة 1998[10]، حددت الاعتبارات التالية الشاملة للاختيار :
  1. تقييم الطبيعة الفكرية والمادية من لمصدر المواد ؛
  2. عدد وموقع من المستخدمين الحاليين والمحتملين ؛
  3. الطبيعة الحالية والمحتملة للاستخدام ؛
  4. شكل وطبيعة المنتجات الرقمية المقترحة وكيف سيكون وصفها، تسليمها، وحفظها ؛
  5. كيف يتعلق المنتج المقترح بجهود رقمنة الأخرى ؛ و
  6. التوقعات للتكاليف فيما يتعلق بالمنافع.

طالع أيضا

مقالات ذات صلة

مصادر

وصلات خارجية

الهوامش والمراجع

  1. ^ موقع مكتبة المسجد النبوي الشريف
  2. ^ (إنجليزية) European Commission steps up efforts to put Europe’s memory on the Web via a “European Digital Library” Europa press release, 2 March 2006
  3. ^ (إنجليزية) Gertz, Janet. "Selection for Preservation in the Digital Age." Library Resources & Technical Services. 44(2) (2000):97-104.
  4. Cain, Mark. “Managing Technology: Being a Library of Record in a Digital Age”, Journal of Academic Librarianship 29:6 (2003).
  5. ^ Breeding, Marshall. “Preserving Digital Information.”. Information Today 19:5 (2002).
  6. ^ Teper, Thomas H. "Where Next? Long-Term Considerations for Digital Initiatives." Kentucky Libraries 65(2)(2001):12-18.
  7. ^ Digitizing for Access and Preservation: Strategies of the Library of Congress
  8. ^ Gertz, J. (2000 April). Selection for preservation in the digital age: An overview. Library Resources & Technical Services, 44(2), 97-104.
  9. ^ De Stefano, Paula. (2001, January). Selection for digital conversion in academic libraries. College & Research Libraries 62(1), 58-69.
  10. ^